مبادرة برلمانية إسبانية تعيد فتح ملف الاستعمار في المغرب وتدعو لدمجه في المناهج لوقف صعود الخطاب العنصري ضد المهاجرين

 مبادرة برلمانية إسبانية تعيد فتح ملف الاستعمار في المغرب وتدعو لدمجه في المناهج لوقف صعود الخطاب العنصري ضد المهاجرين
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي
الأثنين 1 دجنبر 2025 - 14:30

صادقت لجنة الثقافة في البرلمان الإسباني الأسبوع الماضي، على إدراج مقترح غير ملزم قدّمه ائتلاف "سومار" اليساري، يدعو إلى خلق مسار تعليمي جديد يتناول الحقبة الاستعمارية لإسبانيا في المغرب من زاوية نقدية ومرتكزة على قيم حقوق الإنسان، بهدف الحد من تصاعد الخطابات العنصرية الموجّهة ضد الجاليات المغاربية داخل المجتمع الإسباني.

 وجاءت هذه الخطوة في سياق سياسي واجتماعي تتزايد فيه التحذيرات من توظيف اليمين المتطرف للذاكرة الاستعمارية في إذكاء النزعات الإقصائية واستهداف المهاجرين، ما دفع الائتلاف الحكومي إلى الدفع نحو مراجعة أكثر جرأة للتاريخ الرسمي وإعادة قراءة مرحلة الحماية الإسبانية بين 1912 و1956، وعلى رأسها حرب الريف وما رافقها من أحداث مفصلية مازالت آثارها ممتدة إلى اليوم.

ويتمحور جوهر المبادرة حول إدراج هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المغرب وإسبانيا في مناهج التعليم الثانوي والبكالوريا باسبانيا، عبر مقاربة تربط الوقائع بسياقاتها السياسية والعسكرية والاجتماعية، وتضع تلاميذ المدارس أمام قراءة نقدية لتاريخ امتد لعقود وأنتج تحولات كبرى في الضفتين. 

وتعتبر حركة سومار أن التركيز على حرب الريف بين 1921 و1926 ليس استحضارا لمعركة منسية فحسب، بل ربطا بين الذاكرة والمساءلة، خاصة وأن تلك الحرب شهدت واحدة من أعنف المواجهات بين المقاومة الريفية والسلطات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية، وانتهت بخسائر بشرية كبيرة تمثلت في مقتل آلاف الجنود الإسبان، معظمهم من الطبقات الفقيرة والمجندين قسرا، مقابل أضرار مدمرة لحقت بالسكان المدنيين نتيجة القصف الجوي العشوائي واستخدام مواد سامة محرّمة مثل غاز الخردل.

وتوقف المقترح عند معركة الحسيمة التي تحلّ هذا العام ذكراها المئوية، باعتبارها نقطة تحول عسكري في تاريخ الحرب، حيث شهدت أول إنزال بحري وجوي منسق في التاريخ المعاصر بمشاركة القوات الفرنسية والإسبانية، وهو الحدث الذي عجّل بانهيار المقاومة الريفية خلال أشهر قليلة وغير موازين القوة في المنطقة. 

وترى الحركة أن إعادة إدراج هذه الوقائع في الكتب المدرسية لا يهدف فقط إلى إنعاش الذاكرة، بل إلى فهم كيفية تشكّل عقيدة عسكرية إسبانية لاحقا، بعدما اعتُبرت حرب الريف مدرسة كبرى صقلَت شخصيات بارزة في التاريخ العسكري والسياسي لإسبانيا مثل فرانثيسكو فرانكو وإيميليو مولا، اللذين لعبا دورا حاسما في انقلاب 18 يوليوز 1936 الذي أشعل شرارة الحرب الأهلية الإسبانية.

ويؤكد المقترح البرلماني، أن إعادة قراءة هذا الإرث ليست عملا أكاديميا فقط، بل خطوة تستجيب لمتطلبات الذاكرة الديمقراطية الأوروبية التي تشدد على كشف الحقائق المرتبطة بالماضي الاستعماري، والاعتراف بالضحايا، وصياغة رواية متوازنة تضمن عدم تكرار الانتهاكات. 

وتشدّد المذكرة المرفقة بالمبادرة على أن آثار الحقبة الاستعمارية لا تزال محسوسة في البنية الاجتماعية والاقتصادية للمناطق التي خضعت لها، وأن تجاوز هذا الماضي يقتضي مساراً تربوياً يقوم على النقد والتحليل وتفكيك الخطابات التي تغذي العنصرية.

وتقترح حركة سومار أن يترافق إدراج هذه الحقبة في المناهج الدراسية مع إطلاق برامج للتوعية بالتاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية المغربية، خاصة في منطقة الريف، بما يساعد على بناء ذاكرة جماعية أكثر إنصافا وتوازنا، وتكريس حوار ثقافي قادر على الحد من التوترات التي تستدعيها بعض القراءات الانتقائية للماضي.

وتراهن الجهات الداعمة للمقترح على أن إدراج هذا المحتوى التاريخي في التعليم سيؤدي إلى إنتاج جيل أكثر وعيا بتركيبته المتعددة، وأكثر قدرة على التمييز بين الذاكرة التاريخية والاتهامات الجاهزة التي يعتمد عليها اليمين المتطرف في حملاته.

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...