ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية في واشنطن
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس عن التوصل إلى تسوية لوقف الحرب بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، في خطوة وصفها بأنها اتفاق تاريخي ينهي واحدا من أطول النزاعات في العالم وأكثرها دموية بعد أن حصد أرواح ملايين المدنيين خلال العقود الماضية.
واعتبر ترامب أن ما تحقق يمثل لحظة مفصلية تنهي سنوات من العنف وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الوئام بين الجارتين، مؤكدا أن قادة الكونغو ورواندا أمضوا وقتا طويلا في مفاوضات صعبة قبل التوصل إلى هذا الاتفاق السياسي الذي يشكل بحسب قوله ثامن اتفاق سلام ينجح في إبرامه منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وفي كلمته عقب التوقيع أكد الرئيس الرواندي بول كاغامي أن الوساطة التي قادتها الدوحة ساعدت على تجاوز عقبات دامت ثلاثة عقود دون حلول ناجعة، مضيفا أن الدينامية الجديدة التي رافقت هذا المسار السياسي فتحت نافذة أمل لكنها تحتاج إلى عمل طويل ومعقد لأن الطريق نحو السلام لن يخلو من عراقيل.
أما رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي فاعتبر الاتفاق بداية لمرحلة من الأمن والازدهار مشيدا بالدعم الأمريكي والقطري في الوصول إلى هذه المحطة.
وجرى حفل التوقيع في معهد دونالد جاي ترامب للسلام بواشنطن بعد استقبال رسمي للرئيسين الإفريقيين في البيت الأبيض حيث تمت بلورة الصيغة النهائية للاتفاق الذي جاء بعد أشهر من محادثات مكثفة أعقبت اجتماع وزيري خارجية البلدين مع ترامب وإعلان تفاهم أولي لوقف إطلاق النار.
ورغم الأجواء التفاؤلية التي رافقت مراسم التوقيع لا تزال الأوضاع الميدانية في شرق الكونغو الديمقراطية تعكس هشاشة المشهد الأمني، إذ أكدت مصادر محلية في بلدة كازيبا الخاضعة لسيطرة حركة "إم ثلاثة وعشرين" أن المنطقة تعرضت لقصف خلف عددا كبيرا من القتلى وأضرارا واسعة في المنازل، فيما تواصل الحركة المسلحة تقدمها في مدن كبرى مثل غوما وبوكافو.
وترى رواندا أن أمنها القومي مهدد بفعل نشاط جماعات مسلحة أبرزها القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي تضم عناصر متورطة في أحداث الإبادة الجماعية عام أربعة وتسعين، بينما تشترط كيغالي تحييد هذه الجماعات قبل أي انسحاب أو تخفيف لإجراءاتها الدفاعية، في وقت تواصل قطر وساطة موازية عبر محادثات تستضيفها الدوحة سعيا إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإنجاح مسار التهدئة.
