مقارنة الأرقام الرسمية تكشف الحقيقة.. هل حقا تبدو "الكان" بطولة "فقيرة" أمام جوائز كأس العرب أم أن الأمر مجرد "البروباغندا"؟

فرض موعد تنظيم النسخة الحالية من كأس العرب في قطر، التي تُلعب مباراتها النهائية قبل 3 أيام فقط من كأس أمم إفريقيا التي سيحتضنها المغرب انطلاقا من 21 دجنبر الجاري، العديد من المقارنات بين البطولتين باعتبارهما "رسميتان"، وهي نقاشات تجاوزت الأداء الكروي ومستوى الملاعب والفرجة في المدرجات، لتركز أكثر على الجوائز المالية.

وبشكل مثير للانتباه، جرى تداول فكرةٍ، عبر البرامج التلفزيونية المواكبة لكأس العرب، مفادُها بأن هذه البطولة أصبحت "أكثر إغراءً" من كأس أمم إفريقيا، بفضل قيمة الجوائز المالية التي ستحصُل عليها الفرق المشاركة، وهو كلام ساهم في ترويجه لاعبون سابقون ومدربون وإعلاميون ومحللون تقنيون، غير أن المعطيات الرقمية لا تنسجم مع هذا الطرح.

وبطولة كأس العرب، المقامة في قطر للمرة الثانية على التوالي، أصبحت، منذ النسخة الماضية التي استضافها البلد الخليجي في 2021، كبروفة تجريبية لكأس العالم 2022، (أصبحت) تُنظم من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إلا أن نتائجها ظلت خاضعة لمعيار المباريات الودية، كما أنها لا تنظم في تواريخ الفيفا التي تجعل تسريح اللاعبين من الأندية للمنتخبات أمرا إلزاميا.

وحتى بعد احتضانها من طرف "الفيفا" كأول بطولة إقليمية تحصل على هذه الصفة، فإن قيمة جوائزها المالية لا تختلف كثيرا عن كأس أمم إفريقيا، البطولة التي تُنظمها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف" بشكل دوري مرة كل سنتين منذ 1957، والتي تعد من أعرق الكؤوس القارية ونتائجها تؤثر كثيرا في التصنيف الدولي للمنتخبات.

وبلُغة الأرقام، يبلغ إجمالي جوائز كأس العرب في نسخته الحالية 36,5 ملايين دولار، في حين أن إجمالي جوائز كأس أمم إفريقيا هو 32 مليون دولار، أي أن الفرق بين البطولة التي تنظمها الفيفا وتحظى بتمويل سخي من دولة قطر، في إطار سعيها لضمان استمرار تأثيرها الثقافي والدبلوماسي عبر كرة القدم، تزيد بأقل من 5 ملايين دولار عن البطولة الإفريقية.

الفوارق تتقلص أكثر باحتساب الجوائز بناء على كل دور تصل إليه المنتخبات المشاركة في البطولتين، فبطل كأس العرب سيَنال 7,1 مليون دولار مقابل 4,2 مليون دولار لوصيفه، و2,8 ملايين دولار لصاحب المركز الثالث، و2,1 مليون دولار لصاحب المركز الرابع، أما في "الكان" ووفق ما أكدته "الكاف" منتصف شتنبر الماضي، فسيحصل البطل على 7 ملايين دولار، والوصيف على 4 ملايين أما طرفا نصف النهائي فسيحصل كل منهما على 2,5 ملايين دولار.

وإذا كانت كأس العرب ستُخصص 1,7 ملايين دولار للمنتخبات الواصلة لربع النهائي، و715 ألف دولار لتلك التي خرجت من الدور الأول، فإن كأس إفريقيا تضمن 1,3 ملايين دولار لكل منتخب في دور الربع، و800 ألف في دور الثمن، و700 ألف دولار للمنتخبات التي أقصيت من الدور الأول إذا ما احتلت المركز الثالث في المجموعة، و500 ألف دولار في حال ما حلت في المركز الرابع خلال مرحلة المجموعات أيضا.

وإلى جانب أنها ستكون أول بطولة ستُنظم على 9 ملاعب في 6 مدن، فإن نسخة كأس أمم إفريقيا 2025 المنظمة بالمغرب حققت مجموعة من الأرقام القياسية، وفق ما أكده أمس الثلاثاء، فيرون موسينغو أومبا، الأمين العام لـ"الكاف"، الذي أعلن عن بيع أكثر من مليون تذكرة لحضور المباريات إلى غاية اليوم، مع بث البطولة جميع بلدان إفريقيا الـ 54 وفي أكثر من 30 دولة في أوروبا لأول مرة في تاريخ المسابقة.