جنرال مقرب من سانشيز: تحالف المغرب مع أمريكا وإسرائيل مثير للقلق.. ويجب ألا ننسى أن الرباط لديها مطالب جدية تتعلق بأراضٍ إسبانية

بعد أقل من ثلاثة أسابيع على الاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين الإسبانية والمغربية، الذي أكد فيه الطرفان المسار التصاعدي لحالة التقارب غير المسبوقة بينهما، خصوصا على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، أدخل الجنرال ميغيل أنخيل باليستيروس، المقرب من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عنصر "الثقة" بين البلدين في امتحان جديد.

وفي إحدى خرجاته النادرة، أجرى المدير السابق لإدارة الأمن الوطني الإسبانية، التابعة رأسا لمكتب رئيس الحكومة، حوارا مع جريدة "إل بيريوديكو"، تحدث فيه عن وجود رغبة مغربية "مثيرة للقلق"، في فرض السيادة على "أراضٍ إسبانية"، في إشارة إلى مدينتي سبتة ومليلية والصخور المتنازع عليها في عرض البحر الأبيض المتوسط، رابطا ذلك بالتقارب الحاصل بين الرباط وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وسُئل الجنرال باليستيروس حول ما إذا كان "تحالف المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية يُسهم في تهديد أمن إسبانيا إسبانيا"، فأجاب "نعم، هذا التحالف يثير قلقي، والمغرب أصبح اليوم يمتلك حليفا قويا جدا، وهو إسرائيل بتكنولوجيتها المتقدمة"، وتابع أن هذا التحالف "في الأصل، لا يستهدفنا مباشرة، بل يرتبط أكثر بالصراع القائم بين المغرب والجزائر".

واستطرد المسؤول العسكري والأمني المقرب من سانشيز قائلا: "لكن لا ينبغي لنا، ولا يمكننا، أن ننسى أن للمغرب مطالب جدية تتعلق بأراضٍ إسبانية"، مضيفا أنه "من الضروري التعاون مع الجيران في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية الجماعية، لكن يجب توضيح ما هو مقبول بالنسبة لإسبانيا وما هو غير مقبول بشكل لا لبس فيه".

وتأتي تصريحات باليستيروس بعدما تفادى الإعلان الختامي للاجتماع رفيع المستوى الذي احتضنته مدريد، وترأسه رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، ونظيره المغربي عزيز أخنوش، في 4 دجنبر 2025، أي إشارة لملف السيادة المتنازع بشأنها على مدينتي سبتة ومليلية والجزر المتوسطية، رغم إعلان إسبانيا مجددا دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، في سياق قرار مجلس الأمن 2797.

وبالتزامن مع ذلك الاجتماع أجرى أعضاء الحكومة المغربية العديد من الحوارات مع وسائل إعلام إسبانية، لكنه جميعا تجنبوا التطرق إلى ملف السيادة على الثغور المتنازع عليها، وهو ما عبر عنه بشكل واضح وزير الصناعة والتجارة رياض مزور في حديثه لجريدة "إلموندو"، إذ أمام إصرار صحافيتها على انتزاع موقف منه بخصوص "اعتراف المغرب بإسبانية سبتة ومليلية" أجاب قائلا "هذا الموضوع ليس ضمن نقاشاتنا الآن، لماذا يجب أن نفتح هذا؟ هل أفتحُ موضوع جبل طارق؟".

وتكتسب تصريحات باليستيروس أهميتها من موقعه المؤثر في المنظومة العسكرية والأمنية الإسبانية، فالأمر يتعلق بجنرال بارز بسلاح المدفعية في الجيش الإسباني، والمدير العام السابق للمعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع، كما أنه أحد أبرز القادة العسكريين الذين يحظون بثقة سانشيز لدرجة أنه كان مستشار له لسنوات.

وكان سانشيز قد عين الجنرال باليستيروس مديرا لإدارة الأمن الوطني في يونيو من سنة 2018، واستمر في هذا المنصب إلى غاية نونبر من سنة 2023، وهذه الإدارة، بالإضافة إلى أدوارها الأمنية، هي أيضا هيئة استشارية تابعة مباشرة لديوان رئيس الحكومة، وحتى بعد مغادرتها ظل يتمتع بأدوار أمنية حاسمة، إذ كان عضوا في لجنة انتقاء المرشحين لتولي منصب مدير وكالة الفضاء الإسبانية.