اهتمام بمبادرة إحداث صندوق مكافحة السرطان لـ"إعدام المرض اللعين"

 اهتمام بمبادرة إحداث صندوق مكافحة السرطان لـ"إعدام المرض اللعين"
الصحيفة - هشام الطرشي
الثلاثاء 24 دجنبر 2019 - 12:00

لا تزال مبادرة خلق حساب خصوصي يُعنى بدعم ومواكبة مرضى السرطان، التي أطلقها الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، تحظى بالمزيد من الاهتمام والتفاعل من طرف فئات واسعة من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، والعديد من الفعاليات السياسية والحقوقية والمدنية.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه الشرقاوي على أن مبادرته "لم تكن لا إنجازا غير مسبوق ولا اختراعا للعجلة، لأن الفكرة موجودة لدى المغاربة منذ تفشي المرض اللعين الذي أصبح هاجس الجميع، كما أن مجموعة من الدول القريبة منا جغرافيا وتنمويا قامت بالأمر نفسه قبل اليوم بسنوات"، فإنه لم يخف تأثُّره بالوضع الصحي الذي كانت عليه الفقيدة "انتصار خوخو" خلال مسار صراعها مع مرض السرطان، وبالتالي فالمبادرة، يقول الشرقاوي، هي تفاعل مع وضع صحي وإنساني يعيش تحت وطأته مئات المغاربة المصابين بهذا المرض، واصفا إياهم بالمحكوم عليهم بالإعدام من طرف "المرض اللعين".

الشرقاوي، أكد في تصريح لـ"الصحيفة" على أن مبادرة إحداث حساب خصوصي يسمى "صندوق مكافحة السرطان" يعنى بالتغطية الشاملة لمرضى السرطان بكل أشكاله، ليس لها لا لون سياسي ولا تموقع ايديولوجي، وتظل منفتحة على الجميع بدون استثناء، لأن المُنطلق والغاية يتركز أولا وأخيرا على توفير الظروف المادية والطبية الكفيلة بضمان علاج حافظ للكرامة والروح البشرية، وينتصر على الوحش المسمى "السرطان".

وبخصوص المراحل التي من المنتظر أن تسلكها المبادرة، أبرز الشرقاوي أنه تم تحديد مسار واضح لها من خلال توجيه عريضة وطنية، طبقا للفصل 15 من الدستور، لرئيس الحكومة قصد إحداث حساب خصوصي لدى الخزينة العامة للمملكة يسمى "صندوق مكافحة السرطان"، يُعنى بالتغطية الشاملة لمرضى السرطان بكل اشكاله.

وهو ما يعني أن للحكومة، في حالة تفاعلها الإيجابي مع العريضة، اختيارين اثنين، أولهما أن تبادر بإجراءات القانون المالي التعديلي لسنة 2020 وإضافة الحساب الخصوصي الذي نتحدث عنه، وثانيهما هو أن ننتظر الاعداد لمشروع القانون المالي لسنة 2021 لإدراج مقترح إحداث الصندوق. مشددا على أن "كل مبادرة أخرى وموازية تهدف إلى إحداث صندوق وطني أو مؤسسة وطنية، واختارت إما مسار الترافع لدى البرلمان بغرفتيه أو توجيه رسالة مفتوحة لعاهل البلاد، تظل مهمة ومحمودة ومطلوبة"، يقول ذات المتحدث.

وبخصوص طبيعة ونوع التفاعل الذي تحظى به المبادرة، أكد الشرقاوي على أنه لا لون سياسي لها ولا امتداد فكري أو أيديولوجي، وهدفها الوحيد هو مواجهة المرض اللعين الذي يحكم على المغاربة بالإعدام لا لشيء سوى لأنهم لا يتوفرون على الشروط المادية للعلاج. مضيفا أن العريضة، التي تم الإعلان عنها عشية يومه الاثنين، تفرض التوفر على 5000 توقيع للمغاربة من داخل وخارج المغرب، شرط أن يكونوا مسجلين في اللوائح الانتخابية ويتمتعون بالحقوق السياسية والمدنية وبالغين لسن الرشد.

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...