تجاهلَ اتفاق الصخيرات واكتفى بـ"دول الجوار".. بوقادوم يُبعد المغرب عن ملف ليبيا في لقائه بلافروف

 تجاهلَ اتفاق الصخيرات واكتفى بـ"دول الجوار".. بوقادوم يُبعد المغرب عن ملف ليبيا في لقائه بلافروف
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 22 يوليوز 2020 - 23:30

غاب "اتفاق الصخيرات" عن لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الجزائري صبري بوقادوم اليوم الأربعاء في موسكو، والذي تطرق بإسهاب لتطورات الوضع في ليبيا، حيث ركز المسؤول الجزائري على مؤتمر برلين كمرجع وحيد لحل الأزمة الليبية مع تجاهل الاتفاق السياسي الموقع بالمغرب والذي يحظى باعتراف الأمم المتحدة، مبرزا أن بلاده تسعى إلى جمع "دول الجوار" لمناقشة الحلول الممكنة.

وبدا أن بوقادوم يحاول من خلال لقائه بلافروف إبعاد المغرب تماما من المعادلة الليبية، من خلال إلغاء اتفاق الصخيرات من النقاش واستبداله بمخرجات مؤتمر برلين، وذلك وفق تصريحاته التي أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء الثنائي والتي نقلتها وسائل إعلام جزائرية، علما أن المغرب كان غائبا عن المؤتمر الذي احتضنته ألمانيا شهر يناير الماضي.

وأورد بوقادوم أن "مخرجات مؤتمر برلين يجب أن تكون الإطار السياسي لحل الأزمة الليبية"، وأضاف "نتوافق مع روسيا على أن الحل السياسي للأزمة الليبية يجب أن يشمل جميع مكونات الشعب الليبي"، لكنه أيضا شدد على أن الدول التي يمكن أن تساهم في الحل هي تلك المجاورة لليبيا، قائلا "الجزائر سعت منذ سنوات لجمع دول الجوار لإيجاد حل للأزمة الليبية، وواقفنا على مخرجات مؤتمر برلين، وما يهمنا استئناف السياسي، وأنه لا حل بلغة الدبابات أو المدافع".

ومنذ وصول الرئيس الجزائري الجديد، عبد المجيد تبون إلى كرسي الرئاسة في 12 دجنبر 2019، بدأت الجزائر تبحث لنفسها عن موطئ قدم وسط مجريات الأحداث في ليبيا باعتبارها إحدى الدول المتوفرة على حدود مع الغرب الليبي، لكن ذلك يصطدم في العديد من المرات بالحراك الدبلوماسي المغربي في هذا الصدد، حيث كانت الرباط قد احتضنت الاتفاق السياسي الليبي الذي أفرز مؤسسات الدولة المعترف بها دوليا والذي انبثقت عنه حكومة الوفاق الوطني التي جدد وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، التأكيد مؤخرا على دعم بلاده لها.

وتتقاطع الجزائر في استحضارها لمخرجات مؤتمر برلين مع رغبة روسيا الداعمة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي لا تحظى باعتراف دولي بشرعيتها والمسيطرة على شرق ليبيا، وهو ما يبدو من خلال تصريحات لافروف التي نقلتها صحيفة "الشروق" الجزائرية، إذ قال إن البلدين ملتزمين بتنفيذ مخرجات المؤتر المذكور، مذكرا بأن موسكو "كانت ولا تزال تستقبل مختلف الأطراف الليبية لدعم العملية السياسية".

غير أن وزير الخارجية الروسي نفى في المقابل وجود "خارطة طريق ثنائية روسية جزائرية للتسوية في ليبيا"، مضيفا أنه يتطلع إلى "ربط الاتصال مع جميع الأطراف خاصة جيران ليبيا" مشددا على "أهمية وقف إطلاق النار وكل العمليات القتالية، قبل إطلاق الحوار الوطني السياسي الشامل بمشاركة كل الليبيين"، في إشارة إلى أن أي حل منتظر يجب ألا يستثني الموالين لحفتر ولرئيس برلمان طبرق عقيلة صالح.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...