محاصر من الشمال والجنوب.. الخناق يشتد على تهريب الحشيش المغربي

 محاصر من الشمال والجنوب.. الخناق يشتد على تهريب الحشيش المغربي
الصحيفة – بديع الحمداني
الأحد 4 أكتوبر 2020 - 12:00

تُعتبر ظاهرة تهريب مخدر الشيرا من أكثر الظواهر الإجرامية النشيطة بين المغرب وإسبانيا، وهو ما يدفع بالبلدين إلى تحيين خططهما الأمنية باستمرار من أجل مواجهة هذا النشاط الذي تقف ورائه شبكات دولية لها إمكانيات مادية ولوجيستيكية تعادل أحيانا ما تملكه إسبانيا والمغرب من إمكانيات.

غير أن الذين يقفون وراء هذه الظاهرة، وهم بارونات المخدرات في كل من المغرب وإسبانيا، يعيشون ظروفا صعبة، بعد تضييق الخناق على تهريب مخدر الشيرا، أو الحشيش المغربي، في الأسابيع الأخيرة، وإغلاق المنافذ، سواء المنافذ الشمالية أو المنافذ الجنوبية.

وفي هذا السياق، فإن المنفذ الجنوبي بالمغربي، شهد أول أمس الجمعة، تمكن الشرطة القضائية بمدينة أكادير من إجهاض محاولة لتهريب طن و100 كيلوغرام من مخدر الشيرا كانت على متن شاحنة للنقل الطرقي للبضائع.

وقد أسفرت هذه العملية الأمنية عن ضبط الشاحنة التي كانت قادمة من إحدى مدن شمال المملكة بمنطقة "أمسكرود" التي تقع على بعد 40 كيلومترا شمال مدينة أكادير، بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي، فضلا عن توقيف سائقها  ومرافقه، وهما شقيقان يبلغان من العمر  48 و56 سنة، بينما مكنت إجراءات  التفتيش من ضبط 40 رزمة بلغ وزنها الإجمالي طنا واحدا و100 كيلوغراما من المخدرات معبأة بشكل محكم ضمن شحنة من المنتوجات العلفية.

وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، في حين لازالت عمليات البحث والتحري جارية لتوقيف باقي المتورطين الرئيسيين وكذا المشاركين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

وفي الجهة الشمالية للمغرب، فقد كشفت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، أمس السبت، أن عناصر الحرس المدني الإسباني، نجحت في إجهاض محاولة تهريب شحنة ضخمة من الحشيش قادمة من المغرب في طريقها إلى إسبانيا، يصل وزنها الإجمالي إلى أزيد من 4 أطنان من مخدر الشيرا.

ووفق ذات المصدر، فإن إجهاض هذه المحاولة تم في ألميريا، وقد تمكنت عناصر الحرس المدني على إثر ذلك من تفكيك شبكة دولية تنشط في تهريب المخدرات من المغرب إلى إسبانيا عن طريق البحر نحو سواحل ألميريا، وقد تم اعتقال 5 أشخاص.

ونجحت المصالح الأمنية الإسبانية في الأسابيع الأخيرة من إحباط العديد من محاولات تهريب الحشيش من المغرب إلى إسبانيا، ويُعتقد أن هذه الحصار على منافذ تهريب الحشيش إلى إسبانيا من طرف الأمن الإسباني هو الذي دفع بارونات المخدرات إلى اتخاذ منافذ أخرى عبر الجنوب المغربي.

لكن يبدو أن يقظة الأمن المغربي من جهته نجحت في فرض الحصار على المنافذ الجنوبية، وهو ما تستدل عليه محاولات الإجهاض الكثيرة التي وقعت  في الأسابيع الأخيرة في جنوب المغرب، سواء بين أكادير ومراكش أو عبر منفذ الكركرات، حيث تمكنت السلطات الأمنية المغربية من ضبط أطنان هامة من الحشيش.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...