أهمية جلسة مجلس الأمن حول نزاع الصحراء المغربية؛ اختبار الموقف الأمريكي ومضمون إحاطة المينورسو

 أهمية جلسة مجلس الأمن حول نزاع الصحراء المغربية؛ اختبار الموقف الأمريكي ومضمون إحاطة المينورسو
صبري الحو *
الأربعاء 21 أبريل 2021 - 1:58

تكتسي جلسة مجلس الأمن المقررة اليوم الأربعاء أهمية خاصة، بالنظر إلى كونها الأولى بعد فوز جون  بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتسلمها لسلطة القرار.

والجلسة اختبار حقيقي للرئاسة الجديدة للتعبير والكشف عن حقيقة قناعتها التي عبرت عن عدم تغييرها، ومن المنتظر والمفترض أن تبدأ في التنفيذ الفعلي للقرار والاعلان الرئاسي بالاعتراف بمغربية الصحراء وشرعية سيادة المغرب عليها كاملة. ولا مراء أنها ستكون فرصة أيضا لروسيا للمشاكسة، ولو على سبيل محاولة جس نبض الادارة الأمريكية الجديدة في اطار التنافس المحموم بينهما.

ويرتقب أن تدعو أمريكا وتحث الأطراف إلى استئناف المفاوضات على قاعدة قرار مجلس الأمن 2548 في متم أكتوبر في السنة الماضية، ونفس القرار متضمن في ديباجة الإعلان الرئاسي الأمريكي بشرعية سيادة المغرب على كل الصحراء.

وينظر المغرب على غرار الجزائر والبوليساريو واسبانيا وكل أعضاء مجلس الأمن إلى مدى احترام الولايات المتحدة الأمريكية لإطار المفاوضات المحدد في نفس الإعلان الرئاسي الأمريكي الذي اعترف بمغربية الصحراء، والذي حدد السقف النهائي لتلك المفاوضات في تأييده لمبادرة المغرب بمنح الاقليم حكما ذاتيا تحت سيادته.

والحقيقة أن أمريكا تملكت فقط الجرأة في توضيح المطلوب من قبل مجلس الأمن في قراره الأخير وتسمية الأشياء بمسمياتها عندما حدد المطلوب في حل سياسي توافقي واقعي وعملي.

فأمريكا حددت العلاقة بين الدال في توجية وتذكير مجلس الأمن بالحل السياسي الواقعي والعملي، ومدلوله على أرض الواقع العملي بالحكم الذاتي الذي هو سياسي وتوافقي يضمن حقوق الجميع.

واعتبارا لكون استئناف المفاوضات تستوجب وجود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، فإن النقاش سيكون منصبا حول ضرورة التسريع في تعيينه، وقد يوضح الأمين العام للأمم المتحدة أسباب عدم تخقق ذلك، والصعوبات والعراقيل لتذليلها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير.

أما النقطة الأخرى التي تثير انتظار الجزائر والبوليساريو فهو مضمون احاطة المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس بعثة المينورسو، بحيث ينتظرون بشغف ويدفعون من أجل تضمينها كلمة "وقوع ونشوب حرب". 

فالمغرب يعتبرها افتراضية في الأنترنيت والفوتوشوب ومواقع التواصل الاجتماعي وخيالية، والبوليساريو يعلنونها يوميا واقعية رغم عدم وجود من يتحدث عنها باستثناء الجزائر، ولا يكترث المغرب إلى ذلك. ويأملون أن يتضمن تقرير جون ستيوارت شيء يثبت ويشير لهم إلى ذلك.

وفي نظر المغرب، فإن الثابت أن البوليساريو تمرق على اتفاقها مع الأمم المتحدة بوقف اطلاق النار، وبلغاتها، وبغض النظر عن عدم صحتها فهي اقرار واعتراف بخرق مادي لذلك الاتفاق، ويجب إدانتها عليه.

وقد حاولت الجزائر إعادت الاتحاد الأفريقي إلى الواجهة الأممية عن طريق قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي المثير للجدل، سواء في اثارة موضوع الصحراء من طرف هذا الجهاز رغم سحب الاختصاص منه بمقتضى قمّة نواكشوط.

إذ خلال هذه القمّة تم تحديد ولاية النظر في ملف نزاع الصحراء  للترويكا الأفريقية السياسية (رئيس المفوضية، رئيس الاتحاد الحالي، ورئيس الاتحاد السابق). ويستمر الجدل أيضا في تزوير ارادة الدول الحاضرة واعلانها مصادقتها رغم رفضها، والمستوى الثالث للجدل يتجلى في إعلان مضمون قرار لم يتم التداول بشأنه أصلا.

بيد أن مجلس الأمن سبق له الحسم في مستوى تدخل الاتحاد الأفريقي المساعد فقط، ويفتقد لأية صلاحية في التقرير والتوجيه والاشراف والتدبير الذي يبقى من احتكار واستئثار مجلس الأمن وحيدا.

ورغم الوضوح الذي يطبع كل هذه المواضيع، فإن الجلسة ستلقى تتبعا كبير من قبل الجميع لأنها بمثابة محرار الحال ، وستعكس مدى نجاعة ونجاح سياسة المغرب وتقدمه، مثلما ستحدد مدى محدودية تأثير مناورات الجزائر المكثفة مؤخرا لمحاولة التأثير في قناعة أمريكا.

 
*محامي بمكناس، خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...