أخنوش وسياسة القفة.. هكذا يستغل حزب "الأحرار" المعطيات الشخصية للمعوزين لضمهم إلى الحزب

 أخنوش وسياسة القفة.. هكذا يستغل حزب "الأحرار" المعطيات الشخصية للمعوزين لضمهم إلى الحزب
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأربعاء 21 أبريل 2021 - 14:38

لم يكن حديث عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم السبت الماضي، عن ارتباط النشاط الخيري لجمعية "جود" التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، على حد وصفه، وكذا تطرقه لاستغلال التجمعيين للمساعدات الغذائية انتخابيا، (لم يكن) القنبلة الأولى التي تنفجر بخصوص انتقال عدوى "القفة" إلى أنشطة الحزب الذي يرأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، فالأمر أصبح يتكرر خلال السنوات الماضية وزادت حدته بسبب جائحة كورونا واقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية.

وكان انعكاس كلام وهبي قويا في وسائل الإعلام باعتباره صادرا عن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أحد منافسي التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات المقبلة، لكن قبل ذلك بشهور، وتحديدا في أواخر العام الماضي، كان هذا الأخير على موعد مع فضيحة في الدار البيضاء، حين انتقل العشرات من الأشخاص إلى مقره في عين الشق من أجل إعادة بطائق الانخراط التي توصلوا بها عبر البريد بعدما استُغلت معطياتهم الشخصية التي أدلوا بها حين حصلوا على مساعدات غذائية من طرف منتمين إلى الحزب.

واتضح أن الحزب الذي يردد زعيمه عبارة "أغراس أغراس" كشعار لحملاته، وهي عبارة أمازيغية تقابلها في الدارجة المغربية عبارة "المعقول"، لم يطبق هذا الشعار على أنشطته الإحسانية ولا خلال محاولته استقطاب منخرطين جدد، الأمر الذي أوقعه في حرج كبير وهو يستقبل العشرات من ذوي الدخل المحدود الذين قيل لهم، حسب تصريحاتهم، أن الأمر يتعلق بمساعدات رمضانية في ظل الظرفية القاسية لجائحة كورونا، ليفاجؤوا بأنفسهم "متحزبين" بغير علمهم، هؤلاء قرروا إعادة البطائق إلى مقر الحزب وهم يرددون "أصواتنا لا تشترى بكيس من الدقيق وقنينة من الزيت".

لكن الأمر ليس وليد جائحة "كوفيد 19" ولم يظهر للتو تزامنا مع السنة الانتخابية التي تجرى خلالها الاستحقاقات البرلمانية والجماعية والجهوية، فالأمر صار خلال السنوات الماضية "ممنهجا" وفق العديد من منتقدي "سياسة القفة"، وهو ما تأكد في حالات أخرى، من بينها ما حدث في جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، التي يقود فيها الحزب الوزير السابق المقرب من أخنوش رشيد الطالبي العلمي، حيث خصص التجمعيون في 2018، عبر جمعيات مقربة منهم، عشرات الآلاف من أكياس المساعدة الغذائية للمعوزين بمناسبة رمضان.

لكن المثير في الأمر هو أن "القفة" لم تكن تُسلم لـ"مستحقيها" إلا بعد أن يملؤوا استمارة بألوان الحزب الزرقاء السماوية والبيضاء تتضمن معطياتهم الشخصية كاملة ومعطيات من يعيشون معهم في منازلهم، بما في ذلك أسماؤهم الكاملة ومهنهم وسنهم وعنوانهم وأرقام هواتفهم، وهو الأمر الذي قُدر له أن يُفضح في طنجة جراء وجود صراعات داخلية بين تيارين أحدهما استفاد من حصصه في هذه العملية والآخر أُبعد عنها.

وكان وهبي قد استغرب بروز جمعية "جود" الخيرية بشكل مفاجئ وإشرافها على عمليات توزيع مليون "قفة"، الأمر الذي ربطه بالدعاية الانتخابية، وقد حاولت "الصحيفة" الاتصال بالعديد من قيادات التجمع الوطني للأحرار لمعرفة تعليقهم حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى طرحها وهبي خلال مشاركته في ندوة مؤسسة "الفقيه التطواني"، وقد لقيت ردا من طرف مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي للحزب والذي يوصف بأنه الذراع اليمنى لأخنوش، لكن بمجرد علمه بموضوع الاستفسار تراجع عن تقديم أي إجابات.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...