هل تفادت إسبانيا حرجا استخباراتيا جديدا أمام المغرب؟.. تضارب في التصريحات الرسمية يزيد سر الطائرة الجزائرية "الممنوعة" غموضا

 هل تفادت إسبانيا حرجا استخباراتيا جديدا أمام المغرب؟.. تضارب في التصريحات الرسمية يزيد سر الطائرة الجزائرية "الممنوعة" غموضا
الصحيفة – حمزة المتيوي
الخميس 3 يونيو 2021 - 9:00

رغم أن زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، وصل إلى الجزائر لاستكمال مسلسل علاجه بعدما ترك مستشفى "سان بيدرو" في لوغرونيو، إلا أن ظروف مغادرته لإسبانيا لا زالت تطرح العديد من علامات الاستفهام، خاصة رفض السلطات الإسبانية استقبال طائرة جزائرية خاصة كانت آتية لنقله صباح أمس، قبل أن تسمح لطائرة طبية فرنسية استأجرتها الجزائر بدخول الأجواء الإسبانية مساءً وإتمام عملية نقل غالي ومن معه من مطار بامبلونا، لكن بعد إخبار المغرب بشكل رسمي.

ولا تزال أسباب إعادة الطائرة الأولى سرا غامضا في إسبانيا، بسبب عدم التناسق في المعطيات الرسمية بين مختلف الوزارات، فإذا كانت الناطقة الرسمية باسم الحكومة، ماريا خيسوس مونتيرو، قد أوردت، عقب اجتماع لمجلس الوزراء، أنه "لا علم لها بتلك الطائرة"، فقد تحدثت وزارة الخارجية عن الأمر، مؤكدة أن السلطات تلقت إشعارا بالإقلاع لكن مسؤولي مطار "أغونسيو" في لوغرونيو رفضوا هبوطها بسبب عدم توفره على الخصائص التقنية التي تسمح بإتمام عملية نزولها، قبل أن يتحدث وزير الأشغال العمومية، خوسي لويس أوبالوس، عن أن السبب هو "الضباب الذي جعل من الصعب رؤية المدرج".

لكن المثير أكثر، هو ما نشرته أمس الأربعاء صحيفة "إل كونفيدينثيال"، التي أوردت أن مطار لوغرونيو استخدم في نهاية الأسبوع الماضي من طرف فريق "لاس بالماس" الممارس في بطولة الدرجة الثانية، والذي كانت طائرته أكبر من طائرة Gulfstream 4SP الجزائرية التي أرادت نقل غالي، بل إن المطار نفسه استقبل خلال الأشهر الماضية 12 طائرة تحمل الخصائص نفسها، أما بخصوص الأحوال الجوية فقالت إنها كانت أمس أفضل مما كان عليه الحال قبل ذلك ولم يكن هناك مانع من استقبال الطائرات.

ومن الأمور المثيرة للغرابة في قصة هذه الطائرة هو أنه لم يطلب منها العودة إلا بعد وصولها إلى المجال الجوي الإسباني وتحديدا فوق جزر البليار، علما أن الطائرات لا تقلع إلا بعد حصولها على إذن مسبق بالهبوط في المطار المقصود مع تحديد الموعد وخصائص طائرة والبيانات المتعلقة بالركاب والحمولة، ما يعني أنه قد تكون هناك دوافع أخرى "اضطرارية" لمنع الطائرة الجزائرية من الهبوط.

وتجد هذه المعطيات تفسيرها لدى مصدر دبلوماسي مغربي تحدثت إليه "الصحيفة"، والذي ربط الأمر بالخطوة التي قامت بها وزارة الخارجية الإسبانية، حين أعلنت أنها "أخبرت المغرب عبر القنوات الدبلوماسية بأن غالي سيعود إلى الجزائر"، أي أن مدريد لم تكن تريد الوقوع في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه عند دخول زعيم "البوليساريو"، حيث جرى الأمر بشكل سري قبل أن تكتشفه المخابرات المغربية.

ووفق المصدر نفسه فإن هذه الواقعة والتصريحات التي تلتها، تشي بوجود "مشكلة تنسيق" بين مكونات الحكومة الإسبانية، والتي برزت خلال الأيام الماضية حين تحدث الإعلام الإسباني عن أن وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، كان معارضا لفكرة دخول زعيم "البوليساريو" إلى إسبانيا للعلاج، عكس ما طرحته وزيرة الخارجية، أرانتشا غونزاليس لايا، في حين أن وزيرة الدفاع، مارغاريتا روبليس، طالبت بإخبار المغرب بهذه الخطوة.

ويرى مصدر "الصحيفة" أن اكتشاف المغرب لتفاصيل دخول غالي بشكل سري إلى إسبانيا، وضع حكومة هذه الأخيرة في حرج وأبرز "قدرات أجهزة المخابرات المغربية"، مضيفا أنه "على ما يبدو كانت الجزائر ترغب في معاودة الكرة خلال رحلة عودة غالي، غير أن إسبانيا فضلت هذه المرة عدم تكرار الخطأ نفسه وقامت بإخبار الرباط، في خطوة ترغب من خلالها تأكيدَ رغبتها في تجاوز الأزمة".

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...