الأزمة مع إسبانيا زادت الأمر غموضا.. الحكومة تختار الصمت حول مصير عملية "مرحبا" رغم وصول موعدها

 الأزمة مع إسبانيا زادت الأمر غموضا.. الحكومة تختار الصمت حول مصير عملية "مرحبا" رغم وصول موعدها
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 4 يونيو 2021 - 18:09

يحل اليوم الجمعة، 5 يونيو 2021، الموعد الذي كان يفترض أن تنطلق فيه عملية "مرحبا" الخاصة بعودة المغاربة المقيمين في الخارج إلى بلادهم، إذ في مثل هذا التاريخ من سنة 2019 أطلقت المملكة آخر نسخة من هذه العملية قبل أن تضطر في العام الموالي لإلغائها بسبب جائحة كورونا، وهو الأمر الذي كان متوقعا آنذاك بسبب وصول الأزمة الصحية إلى ذروتها، لكن مصير هذه العملية لا يزال معلقا هذه السنة ليس فقط بسبب ظروف الوباء ولكن أيضا نتيجة الصدام مع إسبانيا.

وفي ظل إقفال الحدود الذي فرضه المغرب نتيجة ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا مع أكثر من 50 بلدا، بما في ذلك إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا، التي تضم الملايين من المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، أصبح السؤال الذي يؤرق هؤلاء هو ما إذا كان سيجري السماح لهم بقضاء العطلة في بلدهم أم أنهم سيمنعون للعام الثاني على التوالي، مع العلم أنهم منعوا من دخول المملكة تزامنا مع شهر رمضان أيضا.

ووفق شهادات استقتها "الصحيفة" من لدن مغاربة مقيمين بالخارج، فإن الموضوع تحول إلى قضية إنسانية، حيث إن بعضهم لم يروا آباءهم أو أبناءهم منذ 2019 وآخرون فقدوا أفرادا من عائلاتهم خلال فترة الجائحة ولم يستطيعوا زيارة قبورهم إلى الآن، بل إن بعض أفراد الجالية رحلوا ودفنوا في بلاد المهجر بعدما باغثهم الموت وهم ينتظرون فتح الحدود، ويخشى كثيرون أن يُتركوا هذه السنة معلقين دون جواب واضح من الحكومة المغربية طيلة فترة الصيف.

ورغم توفر المغرب على مسؤولة حكومية مكلفة بالجالية، ويتعلق الأمر بنزهة الوافي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، والتي يفترض أنها تعرف إكراهات هذه الشريحة من المواطنين كونها كانت مقيمة في المهجر وتحديدا في إيطاليا، إلا أنها لا تزال تلتزم الصمت بخصوص هذا الموضوع، والذي يرتبط أيضا بوزير الصحة خالد آيت الطالب باعتباره المسؤول الأول على تقييم الوضع الصحي وتطورات الحالة الوبائية.

وزاد هذا الأمر تعقيدا مؤخرا، بسبب الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، حيث إن النسبة الأكبر من المهاجرين العائدين إلى المغرب خلال عملية "مرحبا" يعبرون من موانئ جنوب إسبانيا إلى موانئ شمال المغرب، وتحديدا الخطوط الرابطة بين ميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسطي، ووفق معطيات حصلت عليها "الصحيفة" قبل أشهر، وتحديدا في مارس وأبريل الماضيين، فإن التنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية كان قد بدأ بالفعل لإطلاق العملية.

لكن مع بروز الأزمة السياسية بين البلدين، خفت الكلام عن هذا التنسيق وسط صمت من المسؤولين الحكوميين في الرباط ومدريد عن هذا الموضوع، وحتى المصادر المهنية التي استشارت معها "الصحيفة" العاملة في المجال المينائي أكدت أن الأمور الآن "مجمدة" في انتظار ما ستسفر عنه الأزمة، علما أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، كان قد أعلن بشكل صريح إلغاء العملية أمام البرلمان العام الماضي نتيجة الجائحة.

وتمثل عملية "مرحبا" أكبر تنقل بشري للمهاجرين بين قارتين في العالم، إذ في 2019 حل بالمغرب مليونان و965 ألف شخص على متن ما يقارب 400 ألف عربة، وذلك خلال الفترة ما بين 5 يونيو و15 شتنبر، والذين واقبهم 800 مساعد اجتماعي و300 عنصر طبي، وكان ميناء طنجة المتوسطي قد شهد رقما قياسيا من الواصلين حين وصل إليه يوم واحد 37 ألف شخص.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...