بَعد عقدين على غزو أفغانستان.. واشنطن تعلن موعد سحب جنودها في ظل تنامي قوة طالبان

 بَعد عقدين على غزو أفغانستان.. واشنطن تعلن موعد سحب جنودها في ظل تنامي قوة طالبان
الصحيفة - وكالات
السبت 3 يوليوز 2021 - 9:00

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة، إن الجيش الأمريكي يحتفظ بسلطة حماية القوات الحكومية في أفغانستان.

وقال جون كيربي المتحدث باسم الوزارة، إن قائد القوات الأمريكية في أفغانستان لا يزال يملك تلك السلطة، حتى مع مضي الولايات المتحدة في الانسحاب العسكري من هناك. وامتنع عن قول إلى متى سيظل الجيش الأمريكي يتمتع بتلك السلطة.

وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة، أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان سيتم إنجازه "نهاية سبتمبر"، وذلك بعد ساعات من إعلان مغادرة جميع القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي قاعدة باغرام الجوية، الأكبر في البلاد.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت أنها ستسحب آخر جنودها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر. وفي وقت سابق، أكد الرئيس جو بايدن خلال مؤتمر صحافي "نحن بالضبط وفق المسار" المقرر.

وشكلت قاعدة باغرام مركزا أساسيا للعمليات الأمريكية الاستراتيجية في أفغانستان، إذ انطلقت منها الحرب الطويلة على حركة طالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها في 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

وكتب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان على تويتر "انسحبت القوات الأمريكية وقوات التحالف بالكامل من القاعدة وبالتالي ستقوم قوات الجيش الأفغاني بحمايتها واستخدامها لمحاربة الإرهاب".

وأكد مسؤول أمريكي في مجال الدفاع مغادرة القوات، فيما عبرت طالبان عن ترحيبها وتأييدها لعملية الانسحاب الأخيرة للعسكريين.

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس "سيمهد انسحابها الكامل الطريق أمام الأفغان ليقرروا مستقبلهم في ما بينهم".

وبات الجيش الأمريكي والحلف الأطلسي في المراحل الأخيرة للانسحاب من أفغانستان بعد تدخل استمر عشرين عاما في البلاد. ويفترض أن ينجز الانسحاب في 11 سبتمبر المقبل.

وشنت حركة طالبان هجمات متواصلة في أنحاء أفغانستان في الشهرين الأخيرين وسيطرت على عشرات الأقاليم فيما عززت قوات الأمن لأفغانية سيطرتها في محيط المدن الرئيسية.

وستشكل قدرة القوات الأفغانية على المحافظة على سيطرتها في قاعدة باغرام الجوية مسألة محورية في ضمان أمن كابول المجاورة ومواصلة الضغط على حركة طالبان.

وقال الخبير في شؤون أفغانستان نيشانك موتواني ومقره في أستراليا، إن خروج القوات الأجنبية من قاعدة باغرام "يرمز إلى أن أفغانستان وحيدة وتركت للدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم طالبان".

وأضاف "بعد وصولهم إلى بلادهم، سيراقب الأمريكيون وقوات التحالف ما حاربوا بشدة لبنائه على مدى 20 عاما وهو يحترق من بعيد، ويعرفون أن الرجال والنساء الأفغان الذين حاربوا معهم يخاطرون بفقدان كل شيء".

تقول تقارير وسائل إعلام أن البنتاغون سيبقي قرابة 600 عسكري في أفغانستان لحراسة مجمع السفارة الكبير في كابول.

وقال عدد من أهالي باغرام، إن الأمن سيتدهور مع مغادرة القوات الأجنبية.

وقال مطيع الله وهو صاحب محل أحذية في سوق باغرام لوكالة فرانس برس، إن "الوضع فوضوي أساسا وهناك انعدام أمن شديد والحكومة ليس لديها أسلحة ومعدات (كافية)".

ورأى فضل كريم وهو ميكانيكي دراجات "منذ أن بدأوا الانسحاب، ساء الوضع. ليس هناك عمل، لا أشغال".

على مر السنوات استقبلت القاعدة مئات آلاف العسكريين الأمريكيين ومن حلف الأطلسي ومقاولين.

في مرحلة ما، كانت تضم أحواض سباحة وصالات سينما ومنتجعات بل حتى محلات للمأكولات السريعة مثل برغر كينغ وبيتزا هات.

كذلك، كانت تضم سجنا احتجز فيه آلاف الجهاديين وعناصر من طالبان.

شيّدت الولايات المتحدة القاعدة لحليفتها أفغانستان خلال الحرب الباردة في خمسينات القرن الماضي، كحصن منيع بوجه الاتحاد السوفياتي في الشمال.

وللمفارقة أصبحت مركز انطلاق الغزو السوفياتي للبلاد في 1979، وقام الجيش الأحمر بتوسيعها بشكل كبير خلال احتلاله الذي استمر قرابة عقد من الزمن.

عندما انسحبت موسكو، أصبحت باغرام أساسية في الحرب الأهلية الطاحنة، وذكرت تقارير أنه في مرحلة ما كانت طالبان تسيطر على جزء من المدرج الممتد ثلاثة كيلومترات، فيما كان ائتلاف الشمال المعارض يسيطر على الجزء الآخر.

في الأشهر القليلة الماضية تعرضت باغرام لرشقات صاروخية تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، ما أجج مخاوف من أن يكون المتشددون يفكرون في استهدافها في المستقبل.

حتى مايو 2021 كان ينتشر في افغانستان قرابة 9500 جندي أجنبي، يمثل العسكريون الأمريكيون أكبر كتيبة بينهم مع 2500 عنصر.

وأكدت ألمانيا وإيطاليا استكمال سحب جنودهما.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...