بينما عجزت عن توفير طائرة واحدة لمكافحة الحرائق.. الجزائر أنفقت 2,8 مليار دولار على طائرات "سوخوي" و"ميغ"

 بينما عجزت عن توفير طائرة واحدة لمكافحة الحرائق.. الجزائر أنفقت 2,8 مليار دولار على طائرات "سوخوي" و"ميغ"
الصحيفة – حمزة المتيوي
الجمعة 13 غشت 2021 - 22:54

أعادت الحرائق الضخمة التي أتت على مئات الآلاف من الهكتارات من الغابات في العديد من المناطق شمال الجزائر، إلى الواجهة النقاش حول جدوى صرف ملايير الدولارات في اقتناء الطائرات العسكرية، الروسية تحديدا، في الوقت الذي عجزت فيه البلاد عن توفير طائرة إطفاء واحدة من نوع "كنداير" المتخصصة في إخماد ألسنة اللهب، خاصة بعدما عرضت جارتها المغرب طائرتين مجهزتين من هذا الصنف للمساعدة في التغلب على الكارثة، دون أن تتلقى جوابا إيجابيا من قصر المرادية.

وأصبح هذا التساؤل ملحا أكثر من طرف الجزائريين، وخاصة المواطنين المتضررين ونشطاء الحراك والشخصيات السياسية والحقوقية المعارضة للنظام، بعد أن اعترف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن الدول الأوروبية رفضت بيع بلاده أيا من طائرات "كنداير" بسبب انشغالها في إطفاء حرائق تركيا وسويسرا، ما أجبره على انتظار وفاء فرنسا وإسبانيا وسويسرا بتعهداتها وإرسال وحدات منها فيما بعد في إطار المساعدة.

والمثير في الأمر أن هذه الكارثة تأتي بعد شهرين ونصف فقط من قيام الجنرال السعيد شنقريحة، قائد أركان الجيش الجزائري، بالاتفاق مع وزير الدفاع الروسي سيرجي سويغو، في موسكو، على اقتناء سرب من طائرات "ميغ 29" بعد أقل من عامين على عقد صفقة أخرى لشراء 14 طائرة من النوع نفسه بقيمة إجمالية وصلت إلى 800 مليون دولار، وفق ما أكدته مصادر روسية حينها، أي أن سعر الطائرة الواحدة يتجاوز 57 مليون دولار.

والمثير في الأمر أكثر من ذلك، هو أن الاتفاق الجزائري الروسي الجديد أتى بعد أشهر فقط على عقد صفقة أخرى تقوم بموجبها موسكو بتزويد الجزائر بـ14 طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي 57" بقيمة إجمالية تصل إلى ملياري دولار، أي ما يقارب 149 مليون دولار للطائرة الواحدة، حسب ما أعلنت عنه وسائل إعلام جزائرية في أبريل الماضي، ويُنتظر أن تتوصل الجزائر تدريجيا بطائرات الجيل الخامس الروسية على مدى 10 سنوات كاملة.

ويأتي ذلك في إطار سباق التسلح المحموم الذي تخوضه الجزائر ضد جارتها المغرب، بعد أن عقدت هذه الأخيرة صفقة ما الولايات المتحدة الأمريكية لاقتناء 25 طائرة من طراز "إف 16" مقابل 2,8 مليار دولار، لكن الرباط، في المقابل، كانت قد أمنت نفسها في مواجهة حرائق الغابات باقتناء 5 طائرات من طراز "كنداير CL415" خلال الفترة ما بين 2011 و2013 والتي تُقدر كلفة الواحدة منها بـ40 مليون دولار، وهي نفسها التي عرض على جارته الشرقية المساعدة بتعبئة اثنتين منها.

ولم تستطع الجزائر اقتناء ولو طائرة واحدة لإطفاء حرائق الغابات على الرغم من أنها مهددة دائما بمثل هذه الكوارث، والتي أفقدتها خلال عام 2020 وحده 44 ألف هكتار من غطائها الغابوي، وأيضا بالرغم من أن سعر طائرة "كنداير" واحدة تساوي أقل من ثلث تكلفة طائرة "سوخوي"، في الوقت الذي بلغت فيه "لهفة" سلطاتها على الحصول على طائرات قتالية جديدة حد تقديم شنقريحة للحكومة الروسية ضمانا شخصيا بكون أموالهم "متوفرة وموجودة في مكان آمن" رغم الأزمة الاقتصادية القاسية التي تمر منها بلاده.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...