بعد تعيين العمراني سفيرا بالاتحاد الأوروبي.. هل فشلت محاولةُ إنهاء 12 عاما من القطيعة الدبلوماسية مع جنوب إفريقيا؟

 بعد تعيين العمراني سفيرا بالاتحاد الأوروبي.. هل فشلت محاولةُ إنهاء 12 عاما من القطيعة الدبلوماسية مع جنوب إفريقيا؟
الصحيفة – حمزة المتيوي
الأثنين 18 أكتوبر 2021 - 9:01

بقدر ما أبان تعيين الملك محمد السادس ليوسف العمراني سفيرا للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي عن اقتناع المغرب بتجديد دماء ديبلوماسيته في بروكسيل، خاصة بعد الصراع الأخير مع إسبانيا من جهة وجبهة "البوليساريو" من جهة أخرى في دواليب الاتحاد، بقدر ما أعاد طرح علامات استفهام حول إمكانية عودة العمل الدبلوماسي الذي بدأته المملكة في جنوب إفريقيا إلى نقطة الصفر، واحتمال عودة الرباط إلى سياسة "الفراغ" داخل سفارتها في إحدى أشد دول القارة السمراء خصومة لها.

وكان قرار الملك تعيين العمراني في منصبه الجديد مفاجئا لمتتبعي الشأن الدبلوماسي المغربي، لكنه يبدو منطقيا بحكم الملفات الكبرى التي تهم المغرب داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، ولأن السفير الجديد هو أحد أبرز الوجوه الدبلوماسية المغربية حاليا، إذ كان سفيرا للمملكة في كولومبيا ثم التشيلي فالمكسيك، وأصبح كاتبا عاما لوزارة الخارجية سنة 2008 قبل أن يعين وزيرا منتدبا فيها سنة 2012، قبل أن يُعين سفيرا للمغرب لدى جنوب إفريقيا في يونيو من سنة 2019.

وأُخرج العمراني من الديوان الملكي الذي كان مكلفا فيه بمهمة، ليُحمَّلَ مهمة العمل الدبلوماسي في جنوب إفريقيا، وصدر قرار تعيينه في 2018 وانتظر القصر الملكي إعلانه إلى حين الحصول على موافقة بريتوريا كما جرت على ذلك العادة، ولم يقدم أوراق اعتماده بشكل نهائي إلى الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوسا، إلا في أكتوبر من سنة 2019، منهيا بذلك فراغا في السفارة المغربية استمر لمدة 12 عاما.

وكان العمراني قد عُين "سفيرا مفوضا فوق العادة"، في محاولة لإيجاد نقاط التقاء مع جنوب إفريقيا التي تجاهر بالخصومة للمغرب داخل الاتحاد الإفريقي وفي أروقة الأمم المتحدة بخصوص ملف الصحراء، وقد برزت بالفعل عدة محاولات منه ومن وزير الخارجية ناصر بوريطة، خلال السنتين الأخيرتين، من أجل إقناع صناع القرار في جنوب إفريقيا بالنظر إلى المصالح المشتركة بين البلدين وخاصة في الجانب الاقتصادي.

لكن اللهجة الجنوب إفريقية العدائية، التي وصلت حد دعوة وزير مالية هذا البلد، تيتو مبوويني، لجبهة "البوليساريو" الانفصالية بالعودة لحمل السلاح ضد المغرب، مستخدما عبارة "صراع الدم" في أكتوبر من سنة 2020، أبقت احتمالات التقارب ضئيلة بين البلدين، بل دفعت الرباط إلى الرد داخل مجلس الأمن في ماي الماضي، عبر السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي وصف موقف جنوب إفريقيا بـ"العمى السياسي".

وقال هلال حينها، ردا على نقل سفيرة جنوب إفريقيا رسالة من الجبهة الانفصالية إلى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن إن "ارتباط جنوب إفريقيا الإيديولوجي بالنزعة الانفصالية للبوليساريو لا يمكن أن يغفل العمى السياسي لهذا البلد بشأن النزاع حول الصحراء المغربية"، وأضاف قائلا إن "دعمها غير المشروط لهذه الجماعة المسلحة لا يمكن أن يبرر سكوتها المتواطئ على الجرائم التي ارتكبت ضد السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، بما في ذلك الجرائم المرتكبة من طرف زعيم هذه الميليشيات، المدعو إبراهيم غالي".

إهانة موسمية

المغرب ليس بلدا خاليًا من الأعطاب، ومن يدعي ذلك فهو ليس مُخطئا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية الإصلاح، وبالتالي يضر البلد أكثر مما ينفعه، ولا ...

استطلاع رأي

مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وتكثيف الجيش الجزائري لمناوراته العسكرية قرب الحدود المغربية بالذخيرة الحيّة وتقوية الجيش المغربي لترسانته من الأسلحة.. في ظل أجواء "الحرب الباردة" هذه بين البلدين كيف سينتهي في اعتقادك هذا الخلاف؟

Loading...