بعد أكثر من سنتين تأجيل غير مبرر.. الرئيس التونسي يَستقبل السفير المغربي ويُنهي وضعا دبلوماسيا غريبا

 بعد أكثر من سنتين تأجيل غير مبرر.. الرئيس التونسي يَستقبل السفير المغربي ويُنهي وضعا دبلوماسيا غريبا
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 11 يناير 2022 - 22:36

بعد انتظار امتد لأكثر من سنتين، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الثلاثاء، السفير المغربي حسن طارق، الذي سلمه أوراق اعتماده ليشرع "رسميا" في أداء مهامه الدبلوماسية ممثلا للمملكة المغربية، وهي الخطوة التي تتزامن مع فترة من البرود تعيشها العلاقات الدبلوماسية المغربية التونسية، اتضحت معالمها منذ أن امتنعت تونس عن التصويت لصالح لقرار مجلس الأمن بخصوص الصحراء الصادر أواخر أكتوبر الماضي.

وشرع طارق في أداء مهامه عمليا بعد أن سلم أوراق اعتماده في نونبر من سنة 2019 لصبري باش الطبجي، كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية المُكلف بتسيير شؤون الوزارة حينها، لكن ظل ينتظر منذ ذلك التاريخ أن يلتقي بسعيد عقب تنصيبه رئيسا لتونس من أجل إتمام الأمر وفقا للأعراف الدبلوماسية، لكن ذلك لم يحدث رغم أن هذا الأخير أتم عامين على رأس الجمهورية في أكتوبر 2021.

وكان هذا الأمر لِيبدو عاديا في ظل المرحلة الانتقالية التي كانت تعيشها تونس في ذلك الوقت، فطارق عُين في فبراير من سنة 2019، وفي 25 يوليوز توفي رئيس البلاد الباجي قايد السبسي، ثم في 9 نونبر من العام نفسه سلم طارق أوراق اعتماده، بينما أُعلن فوز سعيد في الانتخابات في 14 أكتوبر 2019، وأدى اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في 23 من الشهر ذاته، لكن ما لا يجعل الأمر طبيعيا هو أن سعيد استقبل سفير الجزائر الجديد عزوز بعلال، في 7 نونبر 2019، أي قبل يومين فقط من استقبال كاتب الدولة في الخارجية للسفير المغربي.

والتقى طارق بالرئيس التونسي في بعض المناسبات، أولها في 22 يناير 2020 من أجل تهنئته بالسنة الجديدة، وآخرها يوم 29 يوليوز 2021 خلال تدشين المستشفى الميداني المغربي في منوبة الذي الملك محمد السادس ببعثه إلى تونس التي كانت حينها تعاني من تفشٍ كبير لجائحة كورونا، لكن سعيد لم يستقبل أبدا السفير المغربي لتقديم أوراق اعتماده، الأمر الذي أحدث "ارتباكا دبلوماسيا غير مسبوق في العلاقات المغربية التونسية"، وفق توصيف مصادر دبلوماسية لـ"الصحيفة".

وتُفسر المصادر ذاتها هذا الوضع بالقول إن أي سفير المملكة لا يُصبح مُخولا بأداء مهامه بشكل نهائي، وفق الأعراف الدبلوماسية، إلا بعد أن يُستقبل من طرف رئيس الدولة التي يمثل المغرب على أراضيها، وهو ما يُفسر مثلا حضور طارق لاستقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في المطار خلال زيارته لتونس يوم 27 يوليوز 2021، في مقابل غيابه عن حضور استقبال الوزير من طرف الرئيس سعيد في قصر قرطاج.

وكان الشخص الذي رافق بوريطة إلى قصر قرطاج حينها هو خالد بن الشيخ، القائم بأعمال السفارة والذي أصبح حاليا قنصلا للمملكة في دبي، بل إن هذا الأخير هو الذي حضر جنازة الباجي قائد السبسي رغم أن طارق كان قد وصل إلى تونس قبل وفاته، لكنه ظل غير قادر على تمثيل الرباط بشكل رسمي بسبب عدم تسليم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...