في 14 مارس 2023، وجه الملك محمد السادس رسالةً إلى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف"، بمناسبة منحه جائزة التميز 2022 خلال حفل أقيم بالعاصمة الرواندية كيغالي، مثله فيه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية حينها، شكيب بنموسى، وهي رسالةٌ كانت أهم فقرة فيها هي الإعلان عن ترشُّح المغرب لاحتضان كأس العالم 2030 ضمن ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
لم تكن تلك المرة الأولى التي قدمت المملكة فيها ترشيحها لاحتضان "المونديال"، بل السادسة، لكن كان من الواضح للجميع أن الملف الجديد سيكون الأكثر واقعية، وسيكون بإمكانه تحقيق "حُلم" طارده المغرب منذ 1988، حين قرر الملك الراحل الحسن الثاني المنافسة على احتضان كأس العالم 1994، قبل أن تتكرر المحاولة للظفر بمونديالات 1998 و2006 و2010 و2026.
مع مرور الوقت، أصبح يتضح أن ملف "المغرب 2030"، لا يقتصر فقط على تحقيق مسعى طال انتظاره لمدة 36 سنة، عبر احتضان أهم منافسة لكرة القدم في التاريخ، إذ إن الأمر يتجاوز الرغبة في استقطاب أنظار العالم نحو المملكة، وكسب الكثير من النقاط في معركة "القوة الناعمة"، إلى المرور للسرعة القصوى في تدارك الزمن التنموي المُهدر والنقائص المتراكمة في مجالات البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية.
قصة مطاردة المغرب للمونديال طويلة، لكنها تستحق أن تُروى من البداية، فالمملكة، كانت أول بلد إفريقي وعربي، بل وحتى من خارج منظومة أوروبا والأمريكتين، "يتجرأ" على إعلان هذا الطموح.
في هذا العدد الخاص نروي القصة من بداية حلم الملك الراحل الحسن الثاني في تنظيم كأس العالم إلى الطموح الذي حققه الملك محمد السادس لتنظيم هذه التظاهرة سنة 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال وطموحه في أن يكون هذا التنظيم بوابة كبيرة لتغيير وجه المغرب التنموي.