بطل يهاجر سرّا ونشطاء مغاربة: الأبطال يهاجرون والجبناء هنا يسرقون

 بطل يهاجر سرّا ونشطاء مغاربة: الأبطال يهاجرون والجبناء هنا يسرقون
الصحيفة – بديع الحمداني
الخميس 24 أكتوبر 2019 - 19:30

يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، منذ اليومين الماضيين، بآسى عميق، فيديو يظهر فيه البطل المغربي في رياضة التيكواندو أنور بوخرصة وهو يُهاجر على متن قارب نحو إسبانيا، ويرمي ميداليته التي فاز بها في أحد المسابقات في المغرب في عرض البحر.

الفيديو انتشر على نطاق واسع على المستوى العالمي، عبر وسائل الاعلام الدولية بمختلف اللغات، الأمر الذي يُشكل إحراجا للمغرب وضربة أخرى لصورته على المستوى الدولي، لما يحمل هذا الفيديو من إدانة واضحة للمسؤولين في المغرب، بأنهم لم يقوموا بواجبهم كما يجب.

https://youtu.be/sjAmQApbaTs?t=5

ويرى عدد من المتتبعين لقضية الهجرة في المغرب، إن أنور بوخرصة هو مجرد نموذج للآلاف من المغاربة الذين هاجروا الوطن، والآلاف الأخرى التي لازالت تنتظر فرصة للهجرة من المغرب في أول فرصة تُتاح لهم، بسبب الأوضاع الاجتماعية التي تأزمت في السنوات الأخيرة.

عدد كبير من النشطاء المغاربة الذين ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أرجعوا سبب هجرة البطل المغربي أنور بوخرصة إلى المسؤولين "الجُبناء" الذين يسرقون خيرات الوطن، ويتركون أبنائه يتقاتلون على الفتات، دافعين إياهم بطريقة غير مباشرة للهجرة بحثا بلدان أكثر عدلا والأكثر اهتماما بأبنائها وأبطالها.

وأظهر تقرير أنجزته "الصحيفة" في وقت سابق، أن ظاهرة الهجرة السرية أو التي تُعرف محليا بـ"الحريك" عرفت استفحالا كبيرا في المغرب في السنوات الأخيرة وقد أظهرت إحصائيات بهذا الشأن، أن سنة 2017 بداية تُعتبر نقطة عودة ظاهرة "الحريك" إلى المغرب، بعدما كانت قد تراجعت بشكل شبه كامل في العقد الأول من الألفية الجديدة.

ففي أواخر 2017، وبعد حراك الريف وسخط المغاربة على الأوضاع الاجتماعية، بدأت الهجرة السرية تعود من جديد في صفوف الشباب المغاربة، خاصة في الشمال، لتستفحل بشكل أكبر في 2018 تزامنا مع بداية تحسن الأوضاع الاقتصادية في إسبانيا، ليتفوق المغاربة لأول مرة منذ عقود طويلة، على باقي المهاجرين الأفارقة كأكثر الجنسيات وصولا إلى إسبانيا، حيث شكلوا نسبة 21 بالمائة من مجموع حوالي 60 ألف مهاجر إفريقي وصلوا إلى إسبانيا حسب إحصائيات وزارة الداخلية الإسبانية.

إحصائيات الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية 2019 التي أعلنت عنها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تؤكد بالملموس، إن ظاهرة الهجرة السرية عادت بقوة في صفوف المغاربة، خاصة بعد استمرارهم كأكثر الجنسيات الإفريقية هجرة إلى إسبانيا خلال هذه الفترة.

ووفق هذه الإحصائيات المتعلقة بأعداد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا من يناير إلى غاية غشت من السنة الجارية 2019، فإن 19,600 مهاجر وصلوا إلى التراب الإسباني في هذه الفترة، والمثير هو أن 30 في المائة من هذا العدد هم مغاربة، يتبعهم الماليون بنسبة 14 في المائة، ثم الغينيون بنسبة 13 في المائة، والإيفواريون بنسبة 11 بالمائة، وأخيرا السينغاليون بنسبة 8 بالمائة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هناك ما هو أهم من "ذباب الجزائر"!

لم تكن العلاقة بين المغرب والجزائر ممزقة كما هو حالها اليوم. عداء النظام الجزائري لكل ما هو مغربي وصل مداه. رئيس الدولة كلما أُتيحت له فرصة الحديث أمام وسائل الإعلام ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...