تغاضى عن مساندتها العلنية لمغربية الصحراء.. شنقريحة يطير إلى السعودية أملا في وساطتها لإنهاء الأزمة مع الإمارات

 تغاضى عن مساندتها العلنية لمغربية الصحراء.. شنقريحة يطير إلى السعودية أملا في وساطتها لإنهاء الأزمة مع الإمارات
الصحيفة من الرباط
السبت 3 فبراير 2024 - 14:59

وجدت الجزائر ملفا آخر يسبق ملف الصحراء من حيث الأهمية الاستراتيجية، ويتعلق الأمر بأزمتها مع الإمارات العربية المتحدة، البلد الذي قطع كل قنوات الاتصال مع قصر المرادية منذ أشهر، وهو الأمر الذي اضطر رئيس أركان الجيش، السعيد شنقريحة إلى ترتيب زيارة إلى المملكة العربية السعودية لعله يجد فيها وسيطا "لإصلاح ذات البين" مع جارتها الخليجية.

وعلى الرغم من أن السعودية لا تختلف عن الإمارات في دعم السيادة المغربية على الصحراء، لدرجة أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أصدر مؤخرا مرسوما يمنع استعمال الخرائط التي تفصل الصحراء عن التراب المغربي، ويحظر تداول عبارة "الصحراء الغربية"، إلا أن شنقريحة لم يجد بُدا من الاستعانة بها لإنهاء خلاف طال مع أبو ظبي.

ووفق ما أورده موقع "مغرب إنتلجنس" الناطق بالفرنسية، نقلا عن مصادره في الجزائر العاصمة، فإن شنقريحة سيقوم بزيارة إلى الرياض خلال الأيام المقبلة، وهي الرحلة التي تحظى بـ"أهمية استراتيجية في نظر السلطات الجزائرية، لأنها مرتبطة بشكل مباشر بالوضع الحالي المتوتر للغاية الذي يطبع علاقات الجزائر مع الدولة الخليجية المهمة الأخرى، وهي الإمارات العربية المتحدة".

ووفق المصدر نفسه فإن رئيس المؤسسة العسكرية الجزائرية سيُجري عدة اجتماعات في الرياض مع القادة السعوديين، بما يشمل مسؤولين في المخابرات السعودية، لمناقشة الصراع المشتعل منذ عدة أشهر بين بلاده والإمارات، الحليف الرئيسي للسعودية، ويأمل في أن تكون هذه الأخيرة قناة وساطة تسمح بالتفاوض المباشر مع أبو ظبي من أجل "إيجاد حل سريع لسوء الفهم والمشاكل التي تغذي التوترات بين البلدين".

وأبرز التقرير أن السلطات الإماراتية لم ترغب في فتح أبواب الحوار مع الجزائر، وسخرت علنا من النظام هناك، منذ صيف 2023، عندما أرسل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رسالة علنية إلى محمد بن زايد آل نهيان، ورفض رئيس دولة الإمارات الاستجابة لطلبات جزائرية بالتجاوب مع مخاوف الموجودة لدى البلد المغاربي بشأن "تورط بلاده في مناورات معادية لمصالح الجزائر".

وقلصت أبو ظبي التواصل بينها وبين الجزائر العاصمة إلى الحد الأدنى، كنوع من الرد الإماراتي على التصرفات الجزائرية، كما أنها قطعت العلاقات مع كبار المسؤولين الجزائريين، المتورطين في إنتاج بروباغاندا التسهير والحملات المسيئة للبلد الخليجي، المنتشرة في وسائل الإعلام الجزائرية العمومية والخاصة.

ومن أجل ذلك، تعتزم الجزائر "مناشدة" الرياض من أجل دفعها للتدخل لدى الإماراتيين، حيث يهدف شنقريحة، الذي يوصف بأنه "الحاكم الفعلي" للبلد الذي يتحكم الجيش في دوالب السلطة فيه، إلى "إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح"، بينما لم تبدي السعودية إلى الآن أي تجاوب مع الجزائر في هذا الإطار.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...