حصري – سيناريو "السفارة في العمارة" يتكرر في المغرب.. مُلاّك إقامات في الرباط رفضوا كراء شققهم كسكن لسفير إسرائيل

 حصري – سيناريو "السفارة في العمارة" يتكرر في المغرب.. مُلاّك إقامات في الرباط رفضوا كراء شققهم كسكن لسفير إسرائيل
الصحيفة - حمزة المتيوي
الأربعاء 26 ماي 2021 - 22:18

يبدو أن سكان العاصمة الرباط استفادوا من تجربة المهندس "شريف خيري" مع السفير الإسرائيلي "دافيد كوهين" في فيلم "السفارة في العمارة"، الذي يوجد احتمال كبير أن يكون مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، دافيد غوفرين، قد شاهده بدوره بحكم أنه كان سفيرا في مصر قبل قدومه للمغرب، حيث قرروا من البداية رفض استضافته في مجمعاتهم السكنية، ما أجبره على الإقامة في فندق وفق معطيات حصرية حصلت عليها "الصحيفة".

وحسب المعلومات التي حصل عليها الموقع من مصادر مقربة من الشأن الدبلوماسي، فإن غوفرين لا زال يقيم في فندق فخم وشديد الحراسة بالعاصمة الرباط منذ حلوله بالمغرب بتاريخ 26 يناير 2021، وفي هذا الفندق يوجد فضاء حوله إلى مقر مهني يضم الموظفين المُعينين في مكتب الاتصال، وهو الوضع الذي حاولت تل أبيب إنهاءه عن طريق إيجاد سكن فخم لممثلها الدبلوماسي في المملكة.

لكن المشكلة التي تواجه وزارة الخارجية الإسرائيلية هي عدم رغبتها في أن يكون مقر سكنى مدير مكتب الاتصال عبارة عن "فيلا" أو بناية مستقلة، فقد اعتادت أن تضع مقرات عيش سفرائها في الدول التي لا يحظى فيها "التطبيع" بترحيب شعبي، على غرار المغرب، داخل عمارات سكنية فخمة ذات حراسة مشددة وذلك لأسباب أمنية، الأمر الذي دفع غوفرين لتكليف شركة سمسرة عقارية خاصة بإيجاد شقة بالمواصفات المطلوبة.

وحسب مصادر "الصحيفة" فقد عثرت الشركة، التي يوجد مقرها في "محج الرياض"، بالفعل على الفضاء المناسب داخل مجمع سكني بمنطقة "طريق زعير" الراقية، وهو المكان الذي وافق عليه غوفرين واعتبره مطابقا للشروط الأمنية المطلوبة، لكن المشكلة كانت هي أن أصخاب الشقق رفضوا بشكل قاطع أن يؤجروا عقاراتهم للدبلوماسي الإسرائيلي فور معرفتهم بهويته، وهو الأمر الذي تكرر في مجمعات سكنية أخرى في المنطقة نفسها.

وإذا كان "شريف خيري" الذي قام بدوره عادل إمام في فيلم "السفارة في العمارة" لم يعلم بهوية جاره دافيد كوهين الذي أدى شخصيته لطفي لبيب، إلا بعد أن استقر في شقته الجديدة وبعد أن التقى "السفير في الأسانسير" صدفة، فإن أصحاب الشقق في إقامات طريق زعير فضلوا منذ البداية إبعاد أنفسهم عن الجدل والضغوط الأمنية المتوقعة على الجيران إذا ما قبلوا بتأجيرها لدافيد غوفرين، الذي شاءت الأقدار أن يطابق اسمه الأول اسم شخصية الفيلم، لذلك قرروا من البداية رفض استقباله مجبرين إياه على الاستمرار في العيش داخل فندق.

وتعاكس هذه المعطيات ما ظل غوفرين يسوقه عن "الترحاب الكبير" الذي حظي به منذ قدومه إلى المغرب، وتنضاف إلى حملة الانتقادات التي وجهت له يوم أمس الثلاثاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حين هاجم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني عبر تغريدة في "تويتر" بسبب تهنئته لفصائل المقاومة الفلسطينية عقب إعلان وقف إطلاق، ما اعتبره الدبلوماسي الإسرائيلي "تأييدا لتنظيمات إرهابية مدعومة من إيران" التي "تؤيد أيضا جبهة البوليساريو".

وكان غوفرين قد غادر الرباط باتجاه القدس مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل سري، وبعد نشر الخبر حصريا عبر موقع "الصحيفة" برر الدبلوماسي الإسرائيلي الأمر بـ"الاطمئنان على صحة والده"، قبل أن يعود يوم أول أمس الاثنين إلى المملكة متجها مباشرة نحو الفندق بسبب عدم حل مشكلة الشقة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...