الدهدوه: الرسومات المسيئة أفرزت تطرفا من الجهتين.. والهجوم على "شارلي إيبدو" انتشلها من الهامش

 الدهدوه: الرسومات المسيئة أفرزت تطرفا من الجهتين.. والهجوم على "شارلي إيبدو" انتشلها من الهامش
الصحيفة – حمزة المتيوي
الثلاثاء 27 أكتوبر 2020 - 21:03

قال عبد الغني الدهدوه، رئيس الجمعية المغربية لرسامي الكاريكاتير، إن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام وردود الفعل الدامية تجاهها يمثل صراعا بين فصيلين من المتطرفين، منتقدا تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهذا الخطاب بشكل رسمي من أجل استمالة ناخبي أقصى اليمين، لكنه أيضا حمل مسؤولية انتشار تلك الرسوم إلى ردة الفعل العنيفة تجاهها والتي انتشلتها من الهامش إلى صدارة الأحداث.

وأورد الدهدوه في حديث لموقع "الصحيفة" أنه في السياق الفرنسي كانت "شارلي إيبدو" صحيفة على الهامش ولم تكن تحظى بقبول كبير حتى لدى الفرنسيين، كونها تتبنى نوعا تعبيريا يميل إلى التطرف بعيدا عن صوت الموضوعية والتعقل، "لكن ما غير التعامل معها هو بروز صراع بين متطرفين إسلامويين ومتطرفين يمينيين فرنسيين، الذين استهواهم خطابها المتضمن لنوع من العنصرية والكراهية وعدم احترام أي معايير أخلاقية".

وتابع الدهدوه أن الأخطر كان هو انتقال هذا الصراع من الهوامش إلى الخطابات الرسمية الفرنسية وعلى رأسها خطابات إيمانويل ماكرون، موردا "أعتقد أن هذا خطأ نظرا لرمزية منصب رئيس الجمهورية، ويمكن تقدير خطورة ما فعله لو تصورنا وجود رئيس دولة في العالم العربي يتبنى خطاب تنظيم داعش".

وتابع الكاريكاتيريست المغربي المعروف أن ماكرون هو الذي دفع المسلمين العاديين غير المتطرفين إلى الاعتقاد بأن تلك الرسومات تمثل الصوت الرسمي للجمهورية الفرنسية بعدما كان مقتنعا في السابق بأنها لا تمثل سوى المتطرفين، وتابع "أعتقد أن للأمر دوافع انتخابية حيث يرغب الرئيس الفرنسي في استقطاب أصوات أقصى اليمين، ولم صح هذا فإن الأمر يصبح خطيرا لأن الركوب على موضوع المساس بدينٍ يعتنقه قرابة ملياري شخص عبر العالم لحشد الأصوات يمثل خطأ سياسيا جسيما".

وفي المقابل، نبه الدهدوه إلى أن ردة فعل المسلمين عبر العالم حول تلك الرسوم أعطتها نوعا من القوة لم تكن لتحظى بها لولا ذلك، موردا أن أي ظاهرة حظيت بالتهويل والتجييش ودخلت إلى النقاشات الإعلامية ستثير اهتمام الناس وستنتشر بشكل أكبر، بل ستتحول إلى قضية رأي عام، وأضاف "شارلي إيبدو التي أصبحت مشهورة حاليا ليست هي نفسها قبل الهجوم الإرهابي الذي استهدف العاملين بها، فقد كانت مبيعاتها قليلة وجمهورها محدودا مقتصرا على من يستمتعون بالتهكم على مقدسات الآخرين".

غير أن المتحدث نفسه شدد على أن الفرق الجوهري بين "التطرف الغربي" و"التطرف الإسلاموي" هو أن الأول يقتصر على التعبير بالكلمة أو الرسم، فيما الثاني يستخدم السلاح، موردا "هنا لا مجال للمقارنة بين الاثنين، وأنا أدين بشدة قتل المدرس الفرنسي وجميع العمليات الإرهابية، لأنه شتان بين التعبير بالسلاح والتعبير بالقلم أو اللسان".

هل الدولة الجزائرية عبارة عن "هجرة غير شرعية في التاريخ"؟

في حوار أجريناه في "الصحيفة" شهر غشت من سنة 2021 مع نور الدين بوكروح الذي يعتبر من السياسيين والمثقفين القلائل في الجزائر الذين ينتقدون "نظام الحكم" في البلاد المبني على ...