المغرب يستعمل ورقة عملية "مرحبا" ضد مدريد.. ومسؤول إسباني يصف القرار بـ"الكارثي"

 المغرب يستعمل ورقة عملية "مرحبا" ضد مدريد.. ومسؤول إسباني يصف القرار بـ"الكارثي"
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الأثنين 7 يونيو 2021 - 13:36

بإقصاء المغرب للموانئ الإسبانية من تنظيم عملية العبور "مرحبا" خلال فصل الصيف انطلاقا من 15 يونيو الجاري، يكون المغرب قد قرر استعمال ورقة العبور، كرد فعل على المواقف الإسبانية العدائية تجاه القضايا المغربية الوطنية، كقضية الصحراء، وذلك مثلما رجّح موقع "الصحيفة" منذ أيام في تقرير بهذا الخصوص.

وأعلن بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، يوم أمس أن "فيما يخص عودة المواطنين المغاربة القاطنين بالخارج، بحرا، في إطار عملية "مرحبا 2021"، فإنها ستتم انطلاقا من نفس نقاط العبور البحري التي تم العمل بها خلال السنة الماضية".

وكانت نقاط العبور التي تم العمل بها خلال السنة الماضية، هي الموانئ الفرنسية والموانئ الإيطالية فقط، في حين تم استثناء الموانئ الإسبانية أنذاك، بسبب الأوضاع الوبائية التي كانت متأثرة بوباء كورونا بشكل كبير، ويبدو أن هذا الاستثناء قد يستمر هذه السنة بسبب الأزمة الديبلوماسية بين الرباط ومدريد، وهو ما يجعل الوضع هذه السنة إقصاء وليس استثناء بالنسبة لإسبانيا.

القرار المغربي الأخير شكل صدمة كبيرة للموانئ الإسبانية في المدن الجنوبية التي كانت أبرز نقاط عبور الجالية المغربية خلال فصل الصيف بحرا، وهي موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة وموتريل ومالقا، إضافة إلى كل من سبتة ومليلية المحتلتين.

ووصف عمدة مدينة الجزيرة الخضراء، خوسي إغناسيو لاندلوس، وفق صحيفة "ABC" الإسبانية، القرار الذي اتخذه المغرب بـ"الكارثي" بالنسبة للموانئ جنوب إسبانيا، مشيرا إلى أنه سيكون له تأثير سلبي كبير جدا على الآلاف من الأشخاص والشركات.

وقال لاندلوس، أن هذا القرار سيؤثر على الآلاف من الوظائف في جنوب إسبانيا، وستتأثر به العديد من القطاعات، كشركات الشحن، ووكالات الأسفار والفنادق والمطاعم ومحطات الوقود، راجيا أن يعمل المغرب على إعادة النظر في هذا القرار، قبل أن يوجه سهام انتقاداته إلى المسؤولين الإسبان الذين تسببوا في هذه الأزمة الحالية مع المغرب.

ويُقدر مسؤولون إسبان، أنه في حالة عدم تنظيم عملية العبور هذا الصيف عبر الموانئ الإسبانية، فإن الخسائر ستصل إلى عشرات الملايين من الأوروهات، وبلغت تقديرات النائبة البرلمانية عن حزب "فوكس"، مكارينا أولونا، كخسائر ميناء موتريل لوحده بـ 20 مليون أورو، بالرغم من أن هذا الميناء لا يُعتبر من الموانئ الرئيسية لعملية العبور، على غرار الجزيرة الخضراء وطريفة.

ويُتوقع في هذا الصدد، أن يكون ميناء الجزيرة الخضراء، هو الميناء الأكثر تضررا من إقصاء المغرب للموانئ الإسبانية في عملية مرحبا 2021، باعتباره الميناء الرئيسي لتنقل الجالية المغربية بأزيد من مليوني شخص كل فصل صيف.

هذا ويبدو واضحا أن المغرب قرر توجيه صفعة جديدة لإسبانيا كرد فعل على استقبالها لزعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، ولمواقفها "المزدوجة" بشأن قضية الصحراء المغربية، وهو ما سيكون له تأثير على حكومة بيدرو سانشيز التي تبقى هي المسؤولة الأولى والأخيرة في الأزمة الحاصلة مع المغرب، وفق ما يرى العديد من المراقبين.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجر العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...